بريطانيا تخسر 4 ملايين يوم عمل بسبب الإضرابات العام الماضي
بريطانيا تخسر 4 ملايين يوم عمل بسبب الإضرابات العام الماضي
أظهر بحث جديد أن بريطانيا خسرت نحو 4 ملايين يوم عمل، بسبب الإضرابات العمالية خلال العام الماضي.
وقال مركز أبحاث "ريزليوشن فاونديشن"، إن الكثير من إضرابات العام الماضي جاءت بسبب انخفاض الأجور الحقيقية بأكثر من 9% في القطاع العام ذي النقابات القوية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وشكلت قطاعات مثل التعليم والصحة وخدمات البريد والسكك الحديدية نحو 96%، من إجمالي عدد أيام العمل المفقودة بسبب الإضرابات خلال العام الماضي.
وأشارت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا)، إلى أن تقرير مركز الأبحاث البريطاني، يأتي في الوقت الذي يواصل فيه الأطباء الشبان في بريطانيا إضراباً عن العمل، لأنهم يقولون إن معدل التضخم المرتفع حالياً يعني انخفاض متوسط الأجر الأسبوعي لكل العاملين في البلاد بنسبة 4.1% خلال الشهور الثلاثة، حتى نهاية مايو الماضي مقارنة بمتوسط الأجور خلال الفترة نفسها من عام 2021.
وأشارت الدراسة إلى انخفاض متوسط الأجر الحقيقي للعاملين في القطاع الخاص ككل، خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية مايو الماضي بنسبة 9.2% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، في حين تراجعت النسبة للعاملين في مجالي الرعاية الصحية والاجتماعية بنسبة 9.8% سنوياً.
وقال مركز الأبحاث إن "الإضرابات لم تكن فقط بسبب الأجور، وإنما حذرت أيضاً من تزايد الدور الذي تلعبه ظروف العمل والإجهاد والضغوط التي يتعرض لها العاملون".
وقال كبير خبراء الاقتصاد في "ريزليوشن فاونديشن" نيي كومينتي، إن الإضرابات الأخيرة من جانب المعلمين والأطباء الشبان، تعكس حقيقة أن الأجر الحقيقي في القطاع العام انخفض بشدة خلال السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى الضغوط وظروف العمل الصعبة بالنسبة للعاملين في هذه القطاعات.
وأضاف أنه "يجب النظر إلى انخفاض قيمة الأجور الحقيقية نتيجة التضخم، كجزء من نمط أوسع للنمو الضعيف للأجور في كل من القطاعين العام والخاص، وتراجع مستوى الرضا عن الأجور بين عمال القطاع العام".
أزمة غلاء معيشة
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.